تعريف:
الاكتئاب الموسمي Seasonal Depression أو الاضطراب العاطفي الموسمي Seasonal Affective Disorder SAD أعراض حادة للاكتئاب المرضي التقليدي مرتبطة بمواسم وفصول معينة خلال السنة، ترتبط مواعيد نوباتها بحلول نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء عند الغالبية العظمى من المصابين بالمرض فيما يندر ظهورها خلال نهاية الربيع وبداية الصيف.
يتميز الاكتئاب الموسمي بالأعراض التالية:
1- رزوح تحت سيطرة شعور عام بالحزن والكآبة يتواصل باستمرار طيلة أيام "موسم" الاكتئاب
2- إحساس مستمر بالقتامة والشعور بانعدام الأمل في المستقبل
3- فقدان الاهتمام بالنشاطات الجالبة للمتعة في الوضع الطبيعي
4- اضطرابات عامة في مستوى الحيوية
5- اضطرابات في النمط الطبيعي للنوم
6- اضطرابات في النمط المعتاد للشهية
7- صعوبة في التركيز
ويمكن أن يُصاب المريض بالاكتئاب الموسمي بتعقيدات في الحالة الصحية قد تشمل:
8- انطواء اجتماعي حاد
9- صعوبات خلال العمل والدراسة
10- الاتجاه نحو إدمان المواد المخدرة
11- رغبة بالانتحار
بعض الأعراض تختلف وتتباين لدى المصابين بالاكتئاب الموسمي الشتوي (أي الذي تبدأ أعراضه بالظهور خلال الخريف والشتاء) والاكتئاب الصيفي (الذي تبدأ أعراضه بالظهور خلال الربيع والصيف)، في حالة الاكتئاب الشتوي يمكن أن يُصاب المريض بالأعراض التالية:
1- اضطرابات النوم: زيادة في عدد ساعات النوم اليومية مع خمول عام ونعاس شبه دائم
2- تغير في الشهية: انفتاح الشهية وشعور دائم بالاحتياج للنشويات والسكريات، ينتج عنها زيادة سريعة وملحوظة في الوزن
وفي حالة الاكتئاب الصيفي يمكن أن يُصاب المريض بالأعراض التالية:
1- اضطرابات النوم: قلة في عدد ساعات النوم مع أرق وقلق متواصلين وشعور عام بالعصبية
2- تغير في الشهية: فقدان الشهية ينتج عنه نقص في الوزن
بعض الأعراض تصنف بوصفها (جرس إنذار) وفي حال لاحظها المصاب أو المحتمل إصابته بالاكتئاب الموسمي أو أي من دائرة الأشخاص المحيطة به فيتوجب عليه/م فوراً البحث عن مساعدة عبر طبيب نفسي مختص، وقد تختلف حدة الأعراض من مريض لآخر لكن بعض الأعراض المذكورة قبل قليل تكون ظاهرة للعيان وبأقل مجهود من الملاحظة، وأهمها التغيرات في أنماط النوم الطبيعي والشهية والرغبة في الانطواء بعد فقدان الاهتمام بالعادات [الجالبة للمتعة] والتي كان يمارسها المريض بشكل معتاد سابقاً، بالإضافة إلى بدء استخدامه للأدوية المخدرة أو ازدياد استهلاكه للكحول عن المعدل الطبيعي، ويُعتبر أهم وأخطر الأعراض هو التفكير في الانتحار والذي قد يترجمه المريض لمحاولات فعلية لقتل النفس.
يمكن الخلط أحياناً بين الاكتئاب الموسمي وأعراض الاكتئاب المرضي التقليدي، بسبب تشابه أعراض كلا المرضين، وفي كلتا الحالتين يتوجب على من تظهر عليه هذه الأعراض البحث عن المساعدة بشكل عاجل لمنع تفاقم الحالة، فالطبيب النفسي هو الأكثر تأهيلاً لتحديد المشكلة بدقة والبحث عن علاج لها.
يؤثر الاكتئاب الموسمي بشكل كبير على المرضى المصابين بالاضطراب ثنائي القطب Bipolar Disorder أكثر من غيرهم وقد يؤدي لتفاقم أعراض المرض الأصلي، ويسبب نوبات من الهوس Mania أو الهوس الخفيف Hypomania في حال كان الاكتئاب صيفياً، ويفاقم من أعراض الاكتئاب ويزيدها حدة في حال كان الاكتئاب شتوياً.
أسباب الإصابة بالاكتئاب الموسمي:
مثل أي مرض أو اضطراب نفسي آخر، تظل أسباب الاكتئاب الموسمي لحد الآن غير واضحة بشكل حاسم للباحثين والأطباء، وُضعت بعض الفرضيات إضافة إلى نظريات أخرى معتمدة على دراسات سريرية عن بعض الأسباب التي يمكن أن تشرح الاكتئاب الموسمي أو الاكتئاب بشكل عام، وهي عموماً اضطرابات مرتبطة أساساً بتغيرات في الفيسيولوجيا الطبيعية للجسم والدماغ بشكل خاص، بالنسبة للاكتئاب الموسمي، فإن جميع التفسيرات تتمحور حول اضطرابات الساعة البيولوجية الطبيعية مع دخول فصل الشتاء ونقص تعرض الجسم لكميات كافية من أشعة الشمس وهو الذي يؤدي لاضطرابات في مستوى بعض الهرمونات المسؤولة عن الحالة النفسية
وبناء علي ذلك يمكن إرجاع الاكتئاب الموسمي للأسباب التالية:
1- انخفاض في مستوى السيروتونين (ناقل عصبي دماغي يُربط بينه وبين أعراض الاكتئاب والحالة النفسية)
2- زيادة مستوى الميلاتونين (هرمون يُفرز من الغدة الصنوبرية في الدماغ، يتحكم في إيقاعات النوم والحيوية الطبيعية للجسم)
3- نقص فيتامين د (أظهرت الأبحاث مؤخراً ارتباط فيت. د بالحالة النفسية، يستلزم "تنشيط" هذا الفيتامين للتحول إلى صورته النشطة (فيتامين د3) تعرض الجسم لكمية كافية من أشعة الشمس).
وقد ارتبط الاكتئاب الموسمي إحصائياً بالنساء والشباب اليافعين صغار السن كما تكثر الإصابة به في التجمعات السكانية الأبعد جغرافيا عن خط الاستواء، حيث يبدأ الشتاء مبكراً ويتعرض السكان في تلك المناطق لكمية أقل من غيرهم من سكان الأرض لأشعة الشمس، كما أن إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب، الموسمي أو التقليدي، تزيد من فرص التعرض لنوبات الاكتئاب الموسمي كذلك.
تشخيص الاكتئاب الموسمي ووسائله:
يظل التشخيص الحاسم للاكتئاب الموسمي أمراً صعباً وتكمن صعوبته في الخلط بينه وبين الاكتئاب المرضي التقليدي، كما يجب التنبيه إلى ضرورة التوجه فوراً للأخصائي النفسي في حالة الإصابة بأي من الأعراض سابقة الذكر، قد تشمل محاولة التشخيص فحصاً عاماً للجسم وقد يجري الطبيب مع المريض المحتمل حوارًا معمقاً حول عاداته وسلوكياته اليومية والأسباب التي دفعته لزيارته، وقد تتمحور الأسئلة الموجهة للمريض حول مزاجه العام، أنماط نومه، تغيرات سلوكية عانى منها خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى التعرف على تاريخ انتشار الاكتئاب في عائلة المريض.
قد يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات، مثل فحص الدم الكامل CBC للتأكد من خلو الجسم من أي التهابات ولاستبعاد احتمالية إصابة المريض بفقر الدم الذي قد ينتج ضعفاً وشعوراً عاماً بالهزال، كما سيتأكد الطبيب من مستويات هرمونات الغدة الدرقية للتأكد من سلامة نشاط عمليات الأيض الطبيعية ومن مستويات فيتامين د في الدم.
في الواقع، فإن التشخيص النهائي والحاسم للاكتئاب الموسمي لا يمكن إنجازه إلا بعد التأكد من عاملين مهمين يميزان الحالة المرضية للمصاب بالمرض، الأول هو تكرار الإصابة بالحالة في نفس الموعد كل سنة، والثاني هو اختفاء الأعراض تلقائياً بعد انتهاء الموسم الذي بدأت في بدايته الأعراض بالظهور.
وسائل العلاج:
1- الصندوق الضوئي Light Box:
صندوق يحتوي على مصدر للضوء الأبيض قادر على توليد ضوء بشدة تصل إلى 10 آلاف شمعة عيارية Lux ، يعرض المريض نفسه للضوء بالجلوس بشكل مباشر أمام الصندوق مواجهاً له بأعين مفتوحة (بدون النظر إليه بشكل مباشر) على مسافة ما بين 40 سم إلى 60 سم لمدة تتراوح ما بين 20 إلى 30 دقيقة كل يوم خلال الساعة الأولى من الاستيقاظ من النوم، يهدف هذا العلاج إلى تعويض المريض عن أشعة الشمس المفقودة خلال الشتاء. يُشترط بالصناديق الضوئية أن تُفلتر الكم الأكبر من الأشعة فوق البنفسجية الضارة المرافقة للضوء لمنع حدوث أي أضرار في الجلد والعين.
2- الأدوية:
يمكن استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب الموسمي، ويمكن في الحالات الحادة المشخصة مسبقاً استخدام مضادات الاكتئاب بشكل احترازي قبل قدوم الموعد المعتاد لبدء نوبات الاكتئاب الموسمي، ويقوم الطبيب بتحديد الدواء الأفضل والأنسب لكل حالة، علماً بأن غالبية الادوية المستخدمة في علاج الاكتئاب تستغرق وقتاً يمتد ما بين أسبوعين إلى ستة أسابيع حتى بدء ظهور الاستجابة للعلاج.
3- العلاج النفسي تحت إشراف الأخصائي.
يتحسن الوضع العام لمريض الاكتئاب الموسمي بالعلاج والمتابعة المستمرة، لكن بالرغم من ذلك تظل خيارات العلاج المطروحة أعلاه، غير متوفرة لجميع المرضى وخصوصاً بسبب العامل المادي، ويظل العامل الأهم في مساعدة المصاب بالإكتئاب الموسمي هو دائرة الأشخاص المحيطة به وتقديمها للدعم النفسي والاجتماعي المستمر للمصاب وحصول هذه الدائرة على المعرفة الأساسية حول المرض مهم بشكل يوازي أهمية معرفة المريض المحتمل نفسه بها.
يتوجب على هذه الدائرة منع المريض من الإنزلاق نحو الانطواء اجتماعياً وإحاطته بالكم الكافي من الرعاية والحرص على إجراءه الحد الأدنى من الإتصال بمحيطه لمنعه من الإنشغال بما قد يسيطر على تفكيره من أفكار قاتمة، ومن الضروري كذلك أن تساعد المريض على تغيير روتينه اليومي خلال فترة الشتاء، من الضروري على المريض أن يحرص على مراقبة طعامه ويضع برنامجاً خاصاً للحصول على الحد الكافي من السعرات الحرارية خلال اليوم دون الانجرار نحو مراكمة الدهون والنشويات في جسده، قد يكون تغيير الروتين اليومي وسيلة فعالة لمحاربة العزلة والانطواء، وذلك باستغلال الإجازات للقيام برحلات خارج المحيط المعتاد، أو استخدام طرق وشوارع مختلفة للوصول إلى أماكن ممارسة النشاط اليومي كالعمل أو الجامعة، يمكن أيضاً ممارسة الرياضة البسيطة كالمشي أو الركض، كما قد يحسن من المزاج تغيير نوعية الطعام والاعتماد على أطعمة غنية بالفيتامين د مثل الأسماك والحمضيات والألبان والبيض وتناول كمية كافية من المشروبات الطبيعية التي قد تساعد في تحسين المزاج كالينسون والقرفة والشاي الأخضر. ومن المهم أيضاً محاولة ضبط مواعيد النوم، بحيث يحصل الجسم على كفايته من عدد الساعات خلال الليل (6-8 ساعات) وقد يساهم في ذلك التوقف عن السهر والنوم المتأخر والاستيقاظ باكراً لممارسة الرياضة قد البدء بالنشاطات اليومية المعتادة.
يتوجب على هذه الدائرة منع المريض من الإنزلاق نحو الانطواء اجتماعياً وإحاطته بالكم الكافي من الرعاية والحرص على إجراءه الحد الأدنى من الإتصال بمحيطه لمنعه من الإنشغال بما قد يسيطر على تفكيره من أفكار قاتمة، ومن الضروري كذلك أن تساعد المريض على تغيير روتينه اليومي خلال فترة الشتاء، من الضروري على المريض أن يحرص على مراقبة طعامه ويضع برنامجاً خاصاً للحصول على الحد الكافي من السعرات الحرارية خلال اليوم دون الانجرار نحو مراكمة الدهون والنشويات في جسده، قد يكون تغيير الروتين اليومي وسيلة فعالة لمحاربة العزلة والانطواء، وذلك باستغلال الإجازات للقيام برحلات خارج المحيط المعتاد، أو استخدام طرق وشوارع مختلفة للوصول إلى أماكن ممارسة النشاط اليومي كالعمل أو الجامعة، يمكن أيضاً ممارسة الرياضة البسيطة كالمشي أو الركض، كما قد يحسن من المزاج تغيير نوعية الطعام والاعتماد على أطعمة غنية بالفيتامين د مثل الأسماك والحمضيات والألبان والبيض وتناول كمية كافية من المشروبات الطبيعية التي قد تساعد في تحسين المزاج كالينسون والقرفة والشاي الأخضر. ومن المهم أيضاً محاولة ضبط مواعيد النوم، بحيث يحصل الجسم على كفايته من عدد الساعات خلال الليل (6-8 ساعات) وقد يساهم في ذلك التوقف عن السهر والنوم المتأخر والاستيقاظ باكراً لممارسة الرياضة قد البدء بالنشاطات اليومية المعتادة.
تظل المهمة الأساسية لدى المصاب بالاكتئاب والدائرة المحيطة به هي منعه من الانزلاق نحو العزلة والانطواء، ويجب مساعدته على الاقتناع بأن تغيراته السلوكية تعني وجود مشكلة نفسية واضطراب يحتاج إلى تدخل عاجل لحله ولمنع تفاقمه، ومساعدته على تجاوز أي خجل أو توتر تجاه طلب المساعدة من الأخصائيين النفسيين.